
قال رئيس الشؤون الدينية ورئيس مجلس أمناء وقف الديانة التركي البروفيسور الدكتور علي أرباش: “على مدار 14 عاما، بذلنا قصارى جهدنا من أجل إخواننا السوريين، سواء في سوريا أو في تركيا. وبإذن الله، سنواصل تقديم كل التضحيات دون تردد.”
شارك رئيس الشؤون الدينية البروفيسور الدكتور علي أرباش في “حفل افتتاح مجمع حسنة” الذي نُظم لتسليم 108 منازل تم بناؤها في مدينة إعزاز السورية بالتعاون بين وقف الديانة التركي ووقف حسنة.
“سنستمر في كسب القلوب”
خلال كلمته في الحفل، أكد رئيس الشؤون الدينية البروفيسور الدكتور علي أرباش، أن حقبة 63 عاما من الظلم في سوريا قد انتهت وقال: “على مدار 14 عاما، بذلنا قصارى جهدنا من أجل إخواننا السوريين، سواء في سوريا أو في تركيا. وبإذن الله، سنواصل تقديم كل التضحيات دون تردد. سنستمر بعزيمة وإصرار في بناء المشاريع وكسب القلوب. نسأل الله أن يجعل هذه المنشآت التي نفتتحها اليوم، مباركة ونافعة منذ الآن.”
قال رئيس الشؤون الدينية، البروفيسور الدكتور علي أرباش: “نحن أبناء عقيدة راسخة وحضارة عريقة.” وأضاف: “إحدى أبرز سمات عقيدتنا وحضارتنا بلا شك، هي التضامن والتكافل. على مر العصور، سارع أبناء هذه الحضارة إلى نجدة المظلومين في جميع أنحاء العالم، دون تمييز في الدين أو اللغة أو العرق أو اللون أو الجغرافيا، معتبرين ذلك واجبا إيمانيا وعباديا. لقد جعلوا من العطاء والتقاسم جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية.”
“دخول قلب مظلوم أو معذب أو عاجز هو من أقدس المهام”
لفت رئيس الشؤون الدينية البروفيسور الدكتور علي أرباش الانتباه إلى أننا نعيش في عصر تتسع فيه الحروب والمذابح والهجرات والشرور الإقليمية والعالمية، وقال:
“في مثل هذه الظروف، فإن الأمر بالبر والمعروف والعمل من أجل خير الناس وحمايتهم من كل شر هو واجب إيماني للمسلمين. إن تلقي دعاء طفل أو شاب أو أم أو أب أو مسن أو يتيم أو دخول قلب مظلوم أو معذب أو عاجز اليوم هو من أقدس المهام وأعظم الأجر. ولذلك علينا كمسلمين في وقت تتراجع فيه الروابط الإقليمية والعالمية، أن نعمل أكثر من أي وقت مضى على نشر الخير والجمال في الأرض، وأن نكافح من أجل ذلك. لأننا نؤمن بأن العالم سيتغير بالخير والرحمة.”
“الطريق لوقف الدماء والدموع في جغرافيتنا يمر عبر الوحدة والتضامن.”
أشار رئيس الشؤون الدينية البروفيسور الدكتور علي أرباش إلى ضرورة تعزيز التضامن بين المسلمين بأقوى شكل ممكن، قائلاً:
“يجب ألا نمنح الفرصة أبدا لمن يريدون الشر لنا، أو لمن يسعون لإثارة الفتنة والفساد بيننا. إن وقف الدماء والدموع في جغرافيتنا، وإنهاء الألم والمعاناة، لا يكون إلا من خلال الوحدة والتآخي والتضامن.”
“علينا الآن أن نصوغ جملنا بأنفسنا، وأن نبني مستقبلنا بأيدينا.”
قال رئيس الشؤون الدينية البروفيسور الدكتور علي أرباش:
“لا ننسَ أن الظالمين وأهل الشر عبر التاريخ استمدوا كل جرأتهم من تفرق المظلومين وأهل الخير. كلما كنا متحدين، وكلما نبضت قلوبنا معا، وكلما التحمنا حول نفس الأهداف، فقد الظالمون جرأتهم.
ما يجب علينا اليوم هو العمل بكل قوتنا، دون إضاعة المزيد من الوقت، للقضاء على الانقسامات القائمة على العرق واللغة والمذهب والحدود الوطنية. علينا أن نؤسس فكرا مشتركا يقوم على التوحيد والعدالة والرحمة والأخوة.
واجبنا هو حل مشكلاتنا المشتركة بالبصيرة والحكمة والتعقل، وبذل الجهد من أجل إعادة بناء وحدتنا وأخوتنا على أساس الإيمان. لأن أمتنا بحاجة إلى ذلك لاستمرار وجودها، ونحن بحاجة إليه للنجاح في نضالنا ضد الأيديولوجيات الباطلة. نحن مضطرون إلى ذلك للخلاص من هيمنة أنظمة الاستغلال العالمية.
بعد كل هذه التجارب المؤلمة والثقيلة التي مررنا بها كمسلمين، لم يعد أمامنا خيار سوى أن نصوغ جملنا بأنفسنا، وأن نبني مستقبلنا بأيدينا. لا يمكننا الهروب من هذا، ولا ينبغي لنا التهرب منه.”
مجمع حسنة…
في نطاق المشروع الذي تم تنفيذه عام 2023، تم إنشاء مجمع قروي يضم 108 منازل بمساحة 65 مترًا مربعًا، ومسجدًا بسعة 750 شخصًا، ومركزًا صحيًا، ومدرسة تحتوي على 22 فصلًا دراسيًا، وروضة أطفال بسعة 75 طفلًا، بالإضافة إلى خزان مياه وبئر ماء.
حضر حفل الافتتاح كل من والي كليس طاهر شاهين، ووالي مدينة حلب السورية عزام غريب، والمدير العام لخدمات الإدارة في رئاسة الشؤون الدينية بنيامين قهرمان، والمدير العام لوقف الديانة التركي إذعاني طوران، ورئيس مجلس إدارة وقف حسنة خليل أيدين، ومفتي كليس علاء الدين بوزقورت.