
أعلن الأستاذ الدكتور علي أرباش رئيس الشؤون الدينية ورئيس مجلس أمناء وقف الديانة التركي، عن البيان الختامي لبرنامج “القمة الإنسانية الدولية: غزة اليوم التالي” الذي عقد في إسطنبول. وصرح أرباش قائلاً: “إن إعادة إعمار غزة وعودتها إلى طبيعتها هو مسؤولية وواجب مشترك للبشرية جمعاء.”
بإعلان رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش عن البيان الختامي، اختتمت فعاليات “القمة الإنسانية الدولية: غزة اليوم التالي”، التي نظمها وقف الديانة التركي ومؤسسة الخير في إسطنبول، بمشاركة أكثر من 200 ممثل عن منظمات مدنية وأكاديميين من 40 دولة.
النص الكامل لبيان “القمة الإنسانية الدولية: غزة اليوم التالي” الذي قرأه الأستاذ الدكتور علي أرباش هو كالتالي:
لقد تحولت الهجمات الوحشية التي شنتها إسرائيل على غزة إلى إحدى أظلم صفحات التاريخ الإنساني، حيث جرحت ضمير العالم جرحًا عميقًا وتسببت في مأساة إنسانية لم يسبق لها مثيل في العالم. ولم تقتصر هذه الهجمات الوحشية على انتهاك حقوق الإنسان الأساسية للأبرياء فحسب، بل داست أيضًا على القيم الإنسانية المشتركة والمبادئ الأساسية للقانون الدولي. لقد لقي عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء حتفهم، وشرد ملايين الأشخاص قسراً، ونشأت جروح اجتماعية عميقة ستستمر لعقود نتيجة للهجمات المدمرة التي تشنها إسرائيل بشكل منهجي، وهو ما يمثل ضربة قاسية لكرامة الإنسان. فقد استهدفت مساحات العيش والمستشفيات والمدارس والمصليات والأماكن المدنية في جميع أنحاء غزة بشكل وحشي، وتحولت المدن إلى أنقاض ودمر التراث التاريخي والثقافي. في هذه الحقبة المخجلة من تاريخ البشرية، تتعمق الأزمة الإنسانية في غزة يوماً بعد يوم. فالأبرياء الذين تُنتهك حقوقهم الأساسية بشكل منهجي محرومون من الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل الغذاء والماء النظيف والكهرباء والرعاية الطبية والمأوى. وقد أصبح الأطفال والنساء وكبار السن والمعاقون وهم الفئات الأكثر ضعفاً، أكثر ضحايا هذه الوحشية. يعاني الآلاف من الأطفال من الجوع والمرض وسوء التغذية والصدمات النفسية الشديدة، ويكافح الجرحى من أجل البقاء دون الحصول على الرعاية الطبية الأساسية.
لم تعد هذه الأزمة الإنسانية مقتصرة على كونها قضية إقليمية فحسب، بل أصبحت قضية إنسانية مشتركة ومسؤولية أخلاقية تقع على عاتق كل البشرية. وفي ظل عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ الإجراءات اللازمة، قررت منظمات المجتمع المدني التحرك. وقد شدد فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان على ضرورة تكاتف دول العالم لدعم غزة وإعادة بنائها، مؤكدًا استمرار وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني.
لقد أوضح رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في فيديو مسجل تم عرضه البارحة، اعتقاده بأن هذه القمة ستتولد عنها قرارات إيجابية ومؤثرة من أجل غزة. أتقدم له بالشكر بإسمي وإسم جميع المشاركين في هذه القمة.
في هذا السياق، يأتي انعقاد قمة غزة للمساعدات الإنسانية في إسطنبول بتنظيم وقف الديانة التركي ومؤسسة الخير كدعوة عالمية للوعي والعمل. وقد شارك في المؤتمر أكثر من 200 منظمة إنسانية من أكثر من 40 دولة من جميع أنحاء العالم، من آسيا إلى إفريقيا وأوروبا وأمريكا. اجتمع هذا المنبر الواسع للمشاركين بهدف إيجاد حلول للأزمة الإنسانية في غزة، وتعزيز تنسيق المساعدات، وحشد الرأي العام الدولي. وبعد هذا الاجتماع، ستستمر جهودنا برئاسة وقف الديانة التركي ومؤسسة الخير لضمان أفضل تنسيق ممكن للمساعدات وجعلها أكثر كفاءة، وتعزيز وحدتنا وتعاوننا وتضافر جهودنا.
وقد نظم المؤتمر لتحديد الخطوات العملية التي ستتخذها منظمات المجتمع المدني لمواجهة هذه الأزمة، ووضع خطط عمل مشتركة، وإيجاد حلول لفتح ممرات المساعدات الإنسانية الطارئة.
الحلول المقترحة وخطط العمل التي سيتم تفصيلها أدناه ستُعرض على المجتمع الدولي كأحد نتائج هذه القمة.
1- يجب إنشاء منصة لتبادل المعلومات وتنسيق المساعدات بهدف حل الأزمة في غزة.
2- يجب تشكيل لجنة استشارية تضم خبراء دوليين ومحليين بهدف تطوير حلول شاملة ومستدامة.
3- يجب إنشاء ممرات مساعدات إنسانية عاجلة من أجل غزة
4- يجب إنشاء مستشفيات ميدانية ووحدات إسعاف طارئة على وجه السرعة
5- يجب تفعيل مراكز تعليم مؤقتة ومنصات التعلم الرقمي.
6- إنشاء مراكز إيواء مؤقتة وآمنة على وجه السرعة.
7- يجب البدء في برامج مساعدات غذائية عاجلة لتلبية الاحتياجات الأساسية.
8- يجب تشكيل لجان دولية للتحقيق في جرائم الحرب وتوثيقها
9- يجب توسيع نطاق مراكز علاج الاضطراب ما بعد الصدمة والخدمات الصحية النفسية
10- يجب دعم نماذج التنمية الاقتصادية التي تهدف إلى خلق فرص عمل
11- يجب منع التطبيع والاعتياد على اعتداءات إسرائيل من خلال زيادة التغطية الإعلامية الدولية لها ورفع مستوى الوعي العالمي.
12- يجب ضمان استمرار حملات المقاطعة بفعالية.
13- يجب شن حملة دولية لحماية العاملين في الصحة في غزة وتوفير الأدوية الأساسية والمعدات الطبية المنقذة للحياة إلى المنطقة بشكل سريع ومتواصل
14- يجب إنشاء وحدات متخصصة لرعاية صحة الأم والطفل ومتابعة الأمراض المزمنة.
15- يجب إنشاء المدارس المهدمة من جديد بشكل عاجل
16- يجب دعم مشاريع الزراعة المستدامة والإنتاج المحلي.
17- يجب إعداد خطط تنمية طويلة الأجل بالتعاون مع السلطات المحلية
18- يجب تعزيز آليات الدعم الاجتماعي للفئات المحرومة
19- يجب تعزيز قدرات الإنتاج المحلي من خلال برامج دعم ريادة الأعمال.
20- تعزيز التعاون الدولي من أجل دعم احتياجات شعب غزة
يوجه مؤتمر غزة للإغاثة الإنسانية نداء عاجلاً إلى المجتمع الدولي في فترة الظلام هذه التي تلف الإنسانية. فالسكوت عن هذه المأساة لن يزيد من تفاقم المعاناة الحالية فحسب، بل سيترك جروحاً غائرة في ضمير الأجيال القادمة. إن كل خطوة نخطوها اليوم ستكون لبنة في بناء عالم أكثر عدلاً وإنسانية غداً.
لا يقتصر هذا البيان على كونه نداءً للإغاثة فحسب، بل هو وثيقة تاريخية تهدف إلى إعادة بناء الضمير والقيم الإنسانية المشتركة. يتعين على كل عضو في المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في إنهاء هذه المأساة الإنسانية ومداواة الجروح. إن إعادة إعمار غزة وعودتها إلى طبيعتها هي مسؤولية وواجب إنساني مشترك. يلتزم المشاركون في القمة بتنفيذ الحلول المقترحة ويدعون جميع الأطراف الدولية إلى التحرك في إطار هذه المسؤولية الإنسانية. من أجل مستقبل إنساني مشترك، يجب الاستجابة لهذا النداء واتخاذ الإجراءات اللازمة على وجه السرعة.