مؤتمر من وقف الديانة التركي بعنوان “الدرس الأول: فلسطين”

قام وقف الديانة التركي ضمن السنة الأكاديمية الجديدة لعام 2025-2026 بتنظيم برنامج “الدرس الأول: فلسطين“.

بمناسبة الذكرى السنوية لمجزرة 7 أكتوبر غزة، شارك عدد كبير من الطلاب المحليين والدوليين في البرنامج الذي أقيم في قاعة مؤتمرات قوجاتبه التابعة للوقف.

وقد بدأ البرنامج بتلاوة من القرآن الكريم، وكان الهدف منه تعزيز الوعي تجاه قضية فلسطين وتشكيل الأجواء المعنوية للعام الأكاديمي بهذا الوعي.

عبر المدير العام لوقف الديانة التركي  (TDV)إذعاني طوران في كلمته الافتتاحية لبرنامج “الدرس الأول: فلسطين” عن حزنه لعدم تمكنهم من افتتاح العام الأكاديمي بفرح وسرور.
وقال طوران: “نحن جميعا مجروحين من أعماق قلوبنا. نقيم هذا البرنامج بشعور عميق من الخجل والألم. ليتني كنت أستطيع أن أبدأ كلمتي بالقول: ‘أيها الشباب، ينتظركم مستقبل سعيد وحياة كريمة على هذه الأرض. نحن نُعدّكم لتبحروا نحو عالم يسوده الحرية والعدل والرحمة والمحبة والشفقة، عالم خال من الظلم. وستكونون أنتم الركاب الذين يساهمون في تحريك تلك السفينة نحو ذلك العالم”

وتناول طوران في كلمته أهمية الوضع في غزة قائلا:
“ألف تحية من هنا إلى المجاهدين وأشقائنا في غزة، الذين خاضوا نضالا مشرفا تحت القنابل التي أمطرت عليهم من السماء أكثر من المطر طوال عامين، حاملين على عاتقهم شرف وكرامة الأمة.”

وأشار طوران إلى أن الله تعالى يخرج الخير من كل شر، فقال:
“أحيانا تظهر الخيرات الكثيرة نتيجة لأنواع كثيرة من الشرور. نحن هنا، ونحن نشعر بعجزنا، نتضرع إلى ربنا بالدعاء. وبفضل المجاهدين المخلصين والمثابرين هناك، يتغير العالم، على الأقل تعود الإنسانية إلى فطرتها وضمائرها.”

الصمود أمل غزة

وأكد طوران أن الإنسانية ستتخذ مواقف مختلفة قبل غزة وبعدها، وأن المسلمين سيحققون مكتسبات في مجالات عديدة، قائلا:
“نؤمن أن هذه المكاسب ستكون نتيجة جهود وإخلاص إخوتنا الذين يواصلون النضال هنا ويضحون بحياتهم من أجله. سيحقق صمودهم نجاحا عظيما ويكون أمل غزة إن شاء الله.”

وتمنى المدير العام طوران أن يكون العام الأكاديمي 2025-2026 سببا للخير، وقدم للطلاب النصائح التالية:
“أعدوا أنفسكم جيدا للمستقبل. صمموا على العمل من أجل الأمة لإزالة الشرور التي تواجهونها. واصلوا الجد والاجتهاد، ونحن سنستمر في دعمكم والدعاء لكم.”

نداء من طالبة فلسطينية

قالت طالبة برنامج الدراسات العليا الدولية في جامعة نجم الدين أربكان نور أبو عواد في كلمتها خلال البرنامج:
“مسؤوليتنا كبيرة جدا. لا يكفي أن نشعر بالحزن فقط؛ علينا تحويل هذا الحزن إلى عمل حقيقي. يجب على كل واحد منا أن يسعى بما يملك من قدرات لخدمة الأمة.”

الصمود بالعلم والإيمان في غزة
وأشارت الطالبة الفلسطينية إلى أن مصدر صمود أهل غزة هو العلم والإيمان، قائلة:
“مستوى التعليم في غزة مرتفع جدا. هناك عدد كبير من الأكاديميين والأطباء والعلماء. حاولوا إسكات أصواتهم، وكانوا هم أول أهدافهم.”

وجهت نور أبو عواد نداء للطلبة قائلة: “كونوا نشطين، تعلموا وعلموا. طوروا مشاريع، لا تدرسوا من أجل الشهادة فقط. بهذه الطريقة نستطيع أن ننهض بالأمة ونعيد لفلسطين والمسجد الأقصى مكانتهما لدى المسلمين.”

تاريخ الظلم يعود إلى عام 1917

قدم عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة أنقرة، الأستاذ الدكتور حسن يوجل باشدمير، محاضرة بعنوان “الدرس الأول: فلسطين”. وناقش باشدمير تاريخ الظلم في فلسطين والمقاومة المستمرة هناك.

وأشار إلى أن الظلم في فلسطين لم يبدأ عام 1948 أو في 7 أكتوبر 2023، بل بدأ فعليا منذ عام 1917، موضحا:
“بعد عام 1917، تم غزو عشرات القرى كل ليلة. وقد قتل الناس فيها رغم رفعهم للأعلام البيضاء، وبدأت جهود منهجية لإفراغ المنطقة من سكانها. وبعد عامي 1925 – 1929، أصبح هذا التحرك أكثر شدة.”

وأشار باشدمير إلى أن بعض المصادر تزعم أن الظلم بدأ قبل 75 عاما، قائلا:

“نعم، في عام 1975 تم غزو 537 قرية وقتل 15 ألف فلسطيني؛ وقد دخل هذا التاريخ في السجلات. لا، قتل 700 ألف فلسطيني، وهذه أرقام تقريبية لأنها لم تسجل رسميا. لم توثق المجازر التي جرت منذ عام 1917، ولم تدن أي دولة ذلك. كيف نعرف ذلك؟ نعلم من يوميات الجنود الصهاينة الذين شاركوا في المجازر بأنفسهم. وقد بذل الصهاينة جهودا كبيرة لمنع انتشار هذه الذكريات.”

وأضاف باشدمير معقبا على بعض التسميات المتعلقة بـ”طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر:

“اعتبار طوفان الأقصى في 7 أكتوبر ‘هجوما إرهابيا’ هو جهل وظلم. إن طوفان الأقصى في 7 أكتوبر هو مقاومة، وهو نقطة تحول مهمة تعلمنا قضية فلسطين وتحرك ضمائرنا، تماما كما أخبرنا الأسطول المشرف للصمود.”

شارك في البرنامج نائب المدير العام لوقف الديانة التركي فاتح قايا جان، ومفتي أنقرة حسن تشينار، ومفتي بلدية تشانقايا مصطفى بيطار، والطلاب الدوليون الحاصلون على منح من وقف الديانة التركي، وعدد كبير من المدعوين.
.وانتهى البرنامج بعد دعاء مفتي مقاطعة تشانقايا مصطفى بيطار